نواكشوط – أصداء
مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان، يواصل الموريتانيون إحياء تقاليد متوارثة تجمع بين الروحانية والعادات الاجتماعية الفريدة.
يستقبلون الشهر المبارك بحفاوة، حيث يمثل فرصة لتعزيز صلة الرحم والتكافل الاجتماعي، إلى جانب الإقبال على الاعتكاف والعبادات.
تقسيم رمضاني بطابع بدوي
يتميز رمضان في موريتانيا بتقسيمه إلى ثلاث عشريات مستوحاة من البيئة البدوية: تُعرف الأولى بـ"عشرية الخيل" لسرعة انقضائها، والثانية بـ"عشرية الإبل"، أما العشرية الأخيرة، "عشرية الحمير"، فتمضي ببطء تحت وطأة الإرهاق.
"زغبة رمضان".. تقليد مستمر
من العادات اللافتة، تقليد "زغبة رمضان"، حيث يؤجل الكثيرون حلاقة شعر رؤوسهم وأطفالهم حتى بداية الشهر، ليحلقوه تيمناً بنموه مع الأيام المباركة، مما يعزز ارتباط الصغار وجدانياً بهذه الفترة.
موائد تتغير مع الزمن
تتصدر مائدة الإفطار أطباق تقليدية مثل "البنافة" أو "أطاجين"، المكون من اللحم والخضار، فيما يفضل الكثيرون في السحور مشروبات مثل الرائب أو الأرز المسلوق.
لكن العادات الغذائية تشهد تحولًا تدريجيًا، خاصة في المدن، حيث أصبحت الموائد تزخر بالأطباق الشرقية والمغاربية، متأثرة بالعولمة والانفتاح على الثقافات الأخرى.
ورغم هذا التغير، يظل رمضان في موريتانيا مناسبة لتعزيز الروابط العائلية في أجواء مفعمة بالروحانية والدفء الاجتماعي، حيث يجتمع الأهل حول موائد الإفطار والسحور.