توظيف الأقارب: الأنظار تتجه لصندوق الضمان وشركة المياه ومؤسسة الطرق

نواكشوط – أصداء،
المحسوبية هي أخطر داء تعاني منه الإدارة الموريتانية وهي أبرز مظاهر الفساد الذي يقف حجر عثرة أمام تقدم البلاد؛ والمحسوبية هي تفضيل الأقارب أو الأصدقاء الشخصيين في التعيين والاكتتاب، بسبب قرابتهم وليس كفاءتهم. 
ولكثرة انتشار المحسوبية في أروقة الإدارة الموريتانية، وجدت حكومة ولد أجاي وهي تدخل أسبوعها الثالث، أمامها على طاولة الطوارئ ثلاث حالات محرجة من مئات أخرى ما تزال خفية، أولاهما مسابقة صندوق الضمان الاجتماعي، والثانية حالات اكتتاب في كل من مؤسسة صيانة الطرق، وشركة المياه.
وبخصوص مسابقة صندوق الضمان، فقد تحولت إلى أزمة متعددة الأوجه، فقد أكد مشاركون فيها "أن الغرض منها كان تغطية اكتتاب مدير الصندوق لعدد من أقاربه"؛ ونجح الوزير الأول ولد أجاي في هذا التحدي الأول وأمر بإلغاء المسابقة وإعادتها، وهو ما رضخ له مدير الصندوق رغم مكانته في النظام، فقد كان أول رئيس للحزب الحاكم بعد إعادة تأسيسه، كما كان وزير في حكومات الرئيس الغزواني قبل أن تسلم له إدارة الصندوق.
أما "الناجحون" في المسابقة فقد تكتلوا في مجموعة وأعلنوا في بيان لهم الثلاثاء "أنه لا يمكن إلغاء اكتتابهم لأن اللغط المثار حول المسابقة لا يعدو كونه محاولة ممن لم يحالفهم الحظ إفساد نجاح من استحقوا ذلك".
ونفى "الناجحون" في بيانهم "أن يكونوا من أقارب المدير العام للصندوق أو أنهم من معارفه أو من جهته، أو أنهم كانوا يتدربون في الصندوق قبل المسابقة، وهي الحجج التي ساقها خصومهم الذين تمت تصفيتهم عبر المسابقة في شكواهم للرئيس وللوزير الأول.
والغريب في هذه القضية ومثيلات لها، هو أن لكل مسؤول في هذا البلد أنصاره ومدونوه، فقد فوجئ الرأي العام بمجموعة من أنصار مدير الصندوق وهي تنافح عنه في بث مباشر.
أما الحالتان الأخريان التي أثارتها قضية الصندوق فهي اكتتاب مئات الموظفين في مؤسسة صيانة الطرق وشركة المياه دون أي مسابقة ودون حاجة المؤسستين، وفقا لما ذكره مدونون على ذمتهم.
وفيما لم يجر التفتيش بعد عن قضية الاكتتاب في شركة صيانة الطرق، حطت بعثة من المفتشية العامة للدولة رحالها الثلاثاء في الشركة الوطنية للماء للتحقيق في الاكتتاب الذي أجرته الشركة أخيرا، وكان محل انتقاد شديد من مناديب عمال الشركة، ومن عمالها غير الدائمين المستبعدين من الاكتتاب.
هذه حالات ثلاث من المحسوبية أخطر مظاهر الفساد الإداري تفغر أفواهها، ستجدها حكومة ولد أجاي اليوم الأربعاء أمامها في اجتماعها الأسبوعي، وهي الحكومة التي أكد الرئيس الغزواني في رسالة تكليفها "أن مهمتها الأولى هي محاربة الفساد".
فكيف، يا ترى، سيكون تعاملها مع هذه التحديات؟ أهو إقالات للمسؤولين عنها مع أن أحدهم عضو في الحكومة أم تجاوزها والبحث عن أكباش فداء؟
لكن الذي يجب ألا ينساه أي طرف في هذه الحالات هو أن المأمورية الأولى كانت، حسب دعاة التغيير من أنصار الرئيس، مأمورية عمل ولا حساب، أما المأمورية الثانية فهي لديهم محاسبة فقط.