نواكشوط – أصداء،
أوجاع الهجرة غير الشرعية التي تقض مضجع الحكومة الإسبانية منذ سنوات عدة والبحث عن حلول تنهيها أو تحد منها، كان الدافع الكبير لزيارة بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية التي أنهاها الأربعاء لموريتانيا، والتي تفاعلت معها الحكومة بشكل كبير تجلي في استقبال الرئيس الغزواني شخصيا له في المطار.
وأكد الرئيس الغزواني، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الاسبانية "أنه تبادل مع سانشيز وجهات النظر مثمر حول أفضل السبل والوسائل لتعزيز التعاون الممتاز القائم بين بلدينا، كما تدارسنا التحديات المشتركة في الوقت الراهن، ثم ناقشنا السبل والوسائل اللازمة لمواجهتها، بروح من التضامن والمسؤولية المشتركة، من خلال شراكات استراتيجية متوازنة وذات منفعة متبادلة.
وأكد رئيس الحكومة الإسبانية خلال المؤتمر الصحافي "أن "هدف حكومة إسبانيا من هذه الزيارة هو تعزيز علاقاتنا الثنائية التي تمر بفترة ممتازة كما تأكد ذلك من خلال لقائي مع الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني".
وقال "أعتقد أن أفضل دليل على مناخ التفاهم بين بلدينا هو الإعلان المشترك الذي اعتمدناه، وهو وثيقة تغطي مجموعة واسعة من المسائل ذات الاهتمام المشترك، مثل تنمية الأعمال وتعزيز الأمن، وخاصة الإدارة المشتركة المنظمة لظاهرة الهجرة، من بين أمور أخرى"..
"كما اتفقنا، يضيف رئيس حكومة إسبانيا، على عقد أول اجتماع رفيع المستوى بين موريتانيا وإسبانيا، في عام 2025، هنا في موريتانيا، والذي سيكون فرصة جديدة لتكثيف علاقاتنا الثنائية".
وقال "وكما قلت، فإن إحدى القضايا التي تناولناها هي كيفية الإدارة المشتركة لقضية الهجرة التي هي ظاهرة قضية معقدة تؤثر على البلدين بطريقة كبيرة".
وأسفرت زيارةرئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز، عن إعلان مشترك أشادت فيه موريتانيا بما سمته "مواقف إسبانيا المشرفة والشجاعة من القضية العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني الذي يعاني ولا يزال يرزح تحت الاحتلال".
كما أسفرت الزيارة عن توقيع وزيري الداخلية في الحكومتين الموريتانية والإسبانية على مذكرة تفاهم تستبدل هجرة العاطلين الموريتانيين غير الشرعية إلى إسبانيا باكتتابهم بطرق رسمية.
وتتأسس هذه الرؤية التي وصفتها مذكرة التفاهم بأنها "مشروع تجريبي" على سعي مشترك لمحاربة الهجرة غير الشرعية عبر تثبيت الراغبين في الهجرة في بلدانهم بتوفير فرص العمل القانونية وبتمويل مشاريع لهم مدرة للدخل.
وأشرف الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني ورئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز على توقيع مذكرة تفاهم، تتعلق بالهجرة، تهدف إلى "وضع إطار للتعاون بين البلدين لمعالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك في مجال الهجرة، من خلال تنفيذ مشروع تجريبي لاختيار العمال الموريتانيين في بلد المصدر".
وحسبما ورد في المذكرة، فقد اتفق الطرفان الموريتاني والإسباني على نظام للاكتتاب يبدأ بإبلاغ ترسله المديرية العامة لإدارة الهجرة التابعة لوزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة في إسبانيا، إلى مصالح السفارة الإسبانية المكلفة بالعمل والهجرة والضمان الاجتماعي، بعروض العمل العامة التي يمكن أن تستجيب لها موريتانيا، لتضع الوزارة الموريتانية المعنية، نظاما مجانيا للاختيار المسبق للمرشحين يخضع لرقابة السلطة العامة ويمتثل لمبادئ تكافؤ الفرص، من خلال شبكة خدمات التوظيف الموجودة في جميع أنحاء البلاد".
وفي حالة الرد الإيجابي، تضيف المذكرة، يتفق ممثلو الوزارتين، بمشاركة مؤسسة التوظيف، على موعد ومكان إجراء الاختيار في بلد المصدر، حيث يجري إخضاع المرشحين لمقابلات شخصية، على أن يتم بعد ذلك، إبلاغ العمال المصرح لهم بالإقامة والعمل في إسبانيا بما يجب عليهم من توقيع لعقود العمل وتقديم طلبات للتأشيرة اللازمة، مع إلزامهم بالتعهد بالعودة إلى بلدهم الأصلي في نهاية عقد العمل.
وفي بيان مشترك صدر في نهاية الزيارة، رحبت موريتانيا وإسبانيا، "بالدعم الذي قدمه الاتحاد الأوروبي إلى موريتانيا في فبراير الماضي، خلال الزيارة المشتركة لرئيس المفوضية الأوروبية والرئيس سانشيز، والتي أعلن خلالها الاتحاد الأوروبي عن تعبئة 210 ملايين يورو إضافية لموريتانيا في عام 2024؛ وقد تقرر أن تواصل إسبانيا عملها في مجال التعبئة مع الاتحاد الأوروبي لضمان تهيئة هذه الأموال في إطار حوار يأخذ في الاعتبار أولويات موريتانيا".